فصل: (سورة الفتح: الآيات 5- 7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لك} متعلّق بـ {فتحنا}، (اللام) للتعليل {يغفر} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {لك} متعلّق بفعل {يغفر} {ما} موصول في محلّ نصب مفعول به {من ذنبك} متعلّق بحال من فاعل تقدّم {ما تأخّر} معطوف على ما تقدّم..
والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {فتحنا}.
{يتمّ} مضارع منصوب معطوف على {يغفر}، {عليك} متعلّق بـ {يتمّ}، {يهديك}، {ينصرك} معطوفان على {يغفر}.
جملة: {إنّا فتحنا} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {فتحنا} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يغفر لك اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {تقدّم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: {تأخّر} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: {يتمّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: {يهديك} لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: {ينصرك اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.

.البلاغة:

التعبير بالماضي: في قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.
حيث جاء الإخبار بالفتح على لفظ الماضي وإن لم يقع بعد، لأن المراد فتح مكة، والآية نزلت حين رجع عليه الصلاة والسلام من الحديبية قبل عام الفتح، وذلك على عادة ربّ العزة سبحانه وتعالى في أخباره، لأنها كانت محققة، نزلت منزلة الكائنة الموجودة، وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى.
2- الالتفات: في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}.
حيث التفت في هذه الآية الكريمة من التكلم إلى الغيبة، تفخيما لشأنه عز وجل.
وفي إسناد المغفرة إليه تعالى بالاسم الأعظم بعد إسناد الفتح إليه تعالى بنون العظمة إيماء إلى أن المغفرة مما يتولاها سبحانه بذاته، وأن الفتح مما يتولاه جل شأنه بالوسائط.
3- الاسناد المجازي: في قوله تعالى: {نَصْرًا عَزِيزًا}.
حيث أسند العز والمنعة إلى النصر، أي: قويا منيعا على وصف المصدر بوصف صاحبه مجازا للمبالغة. وهذه الصفات في الأصل للمنصور وليست للنصر.

.الفوائد:

الفتح المبين..
اختلف العلماء في هذا الفتح، فروى قتادة عن أنس أنّه فتح مكة، وقال مجاهد: إنه فتح خيبر، وقيل: هو فتح فارس والروم، وسائر بلاد الإسلام التي يفتحها اللّه عز وجل له فإن قيل هذه البلاد لم تكن قد فتحت بعد، فكيف ذكر ذلك بصيغة الماضي. والجواب: ذلك بصيغة الماضي للدلالة على حتمية الوقوع والحدوث، وقال أكثر المفسرين: أن المراد بهذا الفتح صلح الحديبية وهو الأصح وهو رواية عن أنس، فكان الصلح مع المشركين يوم الحديبية مستصعبا حتّى فتحه اللّه عز وجل ويسره. قال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم فأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، فعز الإسلام في ذلك، وأكرم اللّه عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم.

.[سورة الفتح: آية 4]:

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيمانًا مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)}.

.الإعراب:

{في قلوب} متعلّق بـ {أنزل}، (اللام) للتعليل {يزدادوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {إيمانا} تمييز منصوب {مع} ظرف منصوب متعلّق بنعت لـ {ايمانا}..
جملة: {هو الذي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {يزدادوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يزدادوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (أنزل).
(الواو) عاطفة في الموضعين (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنود)، (الواو) استئنافيّة..
وجملة: {للّه جنود} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كان اللّه عليما} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة الفتح: الآيات 5- 7]:

{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}.

.الإعراب:

(اللام) للتعليل (يدخل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من تحتها) متعلّق بـ (تجري).
والمصدر المؤوّل (أن يدخل..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمر اللّه بالجهاد..
{خالدين} حال منصوبة من مفعول يدخل {فيها} متعلّق بـ {خالدين} {يكفّر} مضارع منصوب معطوف على {يدخل} بالواو {عنهم} متعلّق بـ {يكفّر}، (الواو) اعتراضيّة {عند} ظرف منصوب متعلّق بحال من الخبر {فوزا}.
جملة: {أمر اللّه} {ليدخل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يدخل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {تجري من تحتها الأنهار} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {يكفّر} لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: كان ذلك {فوزا} لا محلّ لها اعتراضيّة.
6- (الواو) عاطفة في المواضع السبعة {يعذّب} مضارع منصوب معطوف على {يدخل}، {الظانّين} نعت للمنافقين وما عطف عليه {باللّه} متعلّق بـ {الظانّين} (ظن) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل {الظانّين}، {عليهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {دائرة}، والثاني متعلّق بـ {غضب}، {لهم} متعلّق بـ {أعدّ}، {ساءت} ماض لإنشاء الذمّ والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، {مصيرا} تمييز الضمير فاعل ساءت، والمخصوص بالذمّ محذوف أي جهنّم.
وجملة: {يعذّب} لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: {عليهم دائرة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {غضب اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: {لعنهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: {أعدّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: {ساءت مصيرا} لا محلّ لها استئنافيّة.
(الواو) استئنافيّة {للّه جنود} مرّ إعرابها.

.الصرف:

(6) المنافقين: جمع المنافق، اسم فاعل من الرباعيّ نافق، وزنه مفاعل.
{المنافقات}، جمع المنافقة مؤنّث المنافق.
{الظانين}، جمع الظانّ، اسم فاعل من الثلاثيّ ظنّ وزنه فاعل، والعين واللام من حرف واحد.
{دائرة}، مصدر بزنة اسم الفاعل المؤنث.. أو هو اسم فاعل من دار سمّي به حادثة الزمان والدائرة اسم للخط المحيط بالمركز وقد يستعمل مجازا للحادثة المحيطة.. والهمزة في {دائرة} منقلبة عن واو، أصله داورة، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة.

.[سورة الفتح: الآيات 8- 9]:

{إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}.

.الإعراب:

(اللام) للتعليل {تؤمنوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {باللّه} متعلّق بـ {تؤمنوا}، جملة: {إنّا أرسلناك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرسلناك} في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ متعلّق بـ {أرسلناك}.
9- (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة {تعزّروه}، {توقّروه}، {تسبّحوه} أفعال مضارعة منصوبة معطوفة على (تؤمنوا)، {بكرة} ظرف منصوب متعلّق بـ {تسبّحوه}..
وجملة: {تؤمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {تعزّروه} لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: {توقّروه} لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: {تسبّحوه} لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.

.[سورة الفتح: آية 10]:

{إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}.

.الإعراب:

{إنّما} كافّة ومكفوفة في الموضعين {فوق} ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ {يد} (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط {على نفسه} متعلّق بـ {ينكث}، {من أوفى} مثل من نكث، الفعل فيهما في محلّ جزم فعل الشرط {بما} متعلّق بـ {أوفى}، {عليه} متعلّق بـ {عاهد}، (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (السين) للاستقبال {أجرا} مفعول به ثان منصوب..
جملة: {إنّ الذين يبايعونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يبايعونك} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {إنّما يبايعون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يد اللّه فوق أيديهم} في محلّ نصب حال من فاعل يبايعون.
وجملة: {من نكث} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {نكث} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {إنّما ينكث} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أوفى} لا محلّ لها معطوفة على جملة من نكث.
وجملة: {من أوفى} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من} الثاني.
وجملة: {عاهد} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {سيؤتيه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.البلاغة:

الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ}.
حيث أطلق سبحانه وتعالى اسم المبايعة على هذه المعاهدة على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.

.الفوائد:

- بيعة الرضوان:
كانت هذه البيعة بالحديبية، وهي قرية ليست بكبيرة، بينها وبين مكة أقل من مرحلة، سميت ببئر هناك، ويجوز في لفظها تخفيف الياء وهو الأفصح، ويجوز تشديدها، وكان سبب البيعة أنّه أشيع مقتل عثمان رضي اللّه عنه في مكة، حيث بعثه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمهمة. عن يزيد بن عبيدة قال: قلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: على الموت.
عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة (وكانت البيعة تحتها) والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ألا نفر. قال العلماء: لا منافاة بين الحديثين، ومعناهما صحيح. بايعه جماعة منهم سلمة بن الأكوع على الموت، وبايعه جماعة منهم معقل بن يسار على ألا يفروا.

.[سورة الفتح: الآيات 11- 14]:

{سَيَقول لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقولونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيرًا (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14)}.

.الإعراب:

{لك} متعلّق بـ (يقول)، {من الأعراب} حال من {المخلّفون}، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب {لنا} متعلّق بـ {استغفر}، {بألسنتهم} متعلّق بحال من فاعل يقولون {ما} موصول في محلّ نصب مفعول به {في قلوبهم} متعلّق بخبر ليس (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.
{من} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ {لكم} متعلّق بـ {يملك} وكذلك {من اللّه} بحذف مضاف بتضمين يملك معنى يمنع {أراد} ماض في محلّ جزم فعل الشرط {بكم} متعلّق بحال من {ضرّا}، والثاني متعلّق بحال من {نفعا}، {بل} للإضراب {ما} حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل {ما تعملون} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر {خبيرا}.
جملة: {سيقول لك المخلّفون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {شغلتنا أموالنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {استغفر} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاستغفر.
وجملة: {يقولون} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {ليس في قلوبهم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من يملك} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أراد اللّه إهلاككم فمن يملك.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.